تعتبر الإعاقة الذهنية ،ظاهرة إنسانية لا يخلو منها مجتمع أو طبقة اجتماعية،والإعاقة الذهنية مشكلة ترتبط بالكفاءة العقلية للأفراد الذين يعتمد عليهم المجتمع،ولذلك تعتبر مشكلة التخلف الذهني من أهم المشكلات الاجتماعية والنفسية الصحية والتعليمية والتأهيلية التي تواجه المجتمعات البشرية. التفسير العلمي للإعاقة الذهنية يعني عدم النضج العقلي وقصور في الوظائف العقلية،وهذا يؤدي إلى عدم التكيف الاجتماعي والعاطفي،حيث أكدت الدراسات التي أجريت في هذا المجال،زيادة حدوث السلوك غير التكيفي لدى الأطفال المعاقين عقليا،وان عدم القدرة على التكيف العقبة الرئيسية في سبيل نجاح المعاقين عقليا في المجتمع. والمعلوم ان التخلف العقلى يشكل حالة من عدم تكامل نمو خلايا المخ أو توقف نمو أنسجته منذ الولادة أو فى السنوات الأولى من الطفولة لسبب ما.والتخلف العقلى ليس مرضا مستقلا أو معينا بل هو مجموعة أمراض تتصف جميعها بانخفاض فى درجة ذكاء الطفل بالنسبة إلى معدل الذكاء العام ، وعجز فى قابليته على التكيف.
ولا شك ان الطفل المصاب بالإعاقة الذهنية يمثل مشكلة متعددة الأبعاد،فهو لا يستطيع أن يعول نفسه إلى جانب كونه مشكلة أسرية لما يصدر عنه من سلوك سيئ التكيف،لكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال كون الطفل مصاب بالتخلف الذهني أنه بلا حقوق إنسانية على المجتمع،بل ربما كان هذا المعوق أكثر احتياجا من أية فئة اجتماعية أخرى للرعاية من حيث أنه لا يعرف ما ينفعه أو يضره،كما أنه لا يستطيع أن يميز بدرجة أو بأخرى خصائص الأشياء وطبيعة المدركات.كما يمثل المعاق ذهنيا أيضا مشكلة اجتماعية في الوسط المحيط به من آباء وزملاء ومدرسين ومشرفين،حيث يعاني الطفل المعوق من مشكلات سلوكية تؤثر في تكيفه الاجتماعي وتفاعله مع الآخرين،وتعمل تلك المشكلات على التقليل من استفادته من البرامج المقدمة له لزيادة السلوك التكيفي لديه.
ويعاني الأطفال المعاقون ذهنيا من التأخر في بعض العمليات الاستقلالية مثل الأكل،وارتداء الملابس،وقضاء أوقات الفراغ،والتخلف العقلي يمثل مشكلة معقدة تؤرق المجتمع وتهدد أمنه واستقراره،لأن الفرد المتخلف عقليا إذا لم يجد الرعاية المناسبة فسيصبح حتما خطرا على نفسه
وعلى أسرته ومجتمعه،فقد يكون مصدرا للشر والإجرام لعدم تبصره بما يفعل وعدم تقدير لأخطار الأفعال الإجرامية أو لرعونة تصرفاته أو لسهولة استهوائه والتأثير عليه،وهذا التفسير يؤيد نتائج دراسات وبحوث كثيرة أشارت إلى ارتفاع نسبة المتخلفين عقليا بين الجانحين والمسجونين.
ولا يخفى ان مشكلة التخلف العقلي تؤثر في المجتمع تأثيرا مباشرا وبالتحديد على الأسرة،حيث يسبب وجود طفل معاق عقليا مشكلات عاطفية ووجدانية وسلوكية واقتصادية،فالوالدان عندما يصفان تخلف طفلهما تنتابهما مشاعر متباينة من الحزن والقلق والخوف.كما أن الإعاقة العقلية تجعل الطفل غير قادر على أن يمارس حياته ودوره في الأسرة والمجتمع،الأمر الذي يزيد من إحساسه بالعجز والتخلف عن الآخرين.
وتعتبر الرعاية والعناية التي يوليها أي مجتمع بالأطفال ذوي الإعاقة الذهنية هي إحدى المعايير للحكم على تطور وتقدم المجتمع،كما أن توفير التدريب الجيد لهؤلاء الأفراد يتيح لهم الفرصة لاخراج إمكانياتهم وقدراتهم المحدودة وجعلهم قوة منتجة في المجتمع،فالدراسات المتخصصة أثبتت ،أن الفرد المعاق ذهنيا إذا ما تلقى تدريبا جيدا على أعمال تناسب قدراته وإمكانياته،فإن ذلك يساعده على اكتساب الخبرات والمهارات الاجتماعية والعملية التي تعينه على مواجهة الحياة الاجتماعية والعيش في جماعة،وفي هذا علاج العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية لدى هذا المعاق.
وتعتبر الإعاقة الذهنية من أكثر الأمراض المصاحبة لمرض الصرع لدى الأطفال والصرع من الأمراض الأكثر شيوعا بين الأطفال،وهذا المرض له أنواع كثيرة وأكثرها حدوثا بين الأطفال هو النوبات الصرعية الصغيرة والنوبات الصرعية الكبيرة والصرع النفسي.
ومن أهم مسببات مرض الصرع هو تعرض الأم لتسمم الحمل والتعرض للإشعاع أو الإصابات الآلية للجنين أو إصابة الأم بالحمى الألماني،فهي تؤدي إلى إصابة الجنين فيما بعد بالصرع،وأيضا من أسباب الصرع،إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية في الرأس والمخ،ومثال ذلك استسقاء الدماغ وضيق الجمجمة أو غياب جزء من أنسجة المخ،أو إصابة الجنين بأورام المخ،وهناك أسباب أثناء الولادة،وتتمثل في حالات الإصابة الراسية في الولادات العسرة أو التعرض للاختناق،كما أن هناك أسبابا أخرى مثل إصابات الرأس السرية وأورام المخ والإصابة بالحمى الشوكية.
وتبين الدراسات المتخصصة في هذا المجال، أن أسباب الصرع كثيرة،فمنها ما هو غير معروف،ويمكن القول بأن الأسباب المعروفة هي ما تحدث أثناء الحمل أو أثناء الولادة أو ما بعد ذلك،ويمكن الوقاية من بعض هذه المسببات،فلا بد أن تلم الأم بالفكرة الأساسية عن مسببات هذا المرض الخطير والذي يلازم الطفل فترات كثيرة ومدة طويلة،ويحتاج خلالها إلى العلاج الطويل وإلى العناية الخاصة أثناء النوبة وبعد النوبة،والمتابعة الدورية لدى الأطباء المتخصصين والاتصال الدائم بالمدرسة،ومحاولة إبعاد الطفل عن الأخطار بإلحاقه بمدرسة قريبة من المنزل،واحيانا يحتاج إلى مرافق يصاحبه في الطريق إلى المدرسة.كما يتطلب الأمر مراقبة الطفل أثناء الوقوف على الشرفات(البلكونات)والوقوف أيضا أمام النار،ومعرفة القائمين على رعايته وكيفية معاملة الطفل أثناء النوبة،وأيضا تعريف الأسرة بمضاعفات مرض الصرع،وكذلك الأعراض المصاحبة له حتى يستطيع عرض الطفل في وقت مبكر وعند ظهور أي عرض من هذه الأعراض المصاحبة وخصوصا التخلف العقلي،لأن علاج هذا النوع من الأمراض يكون أفضل في سن مبكرة،في السنة الخامسة(أي قبل دخول المدرسة)حيث أن حوالي90% من نضج المخ يتم في هذه السنوات الأولى من العمر،فكلما كان العلاج مبكرا كان المضاعفات أقل،وأيضا الذهانات وما لها من مضاعفات على مستقبل الطفل الدراسي ومعاملاته الاجتماعية وصحته النفسية والعقلية.و التخلف العقلى هو حالة من عدم تكامل نمو خلايا المخ أو توقف نمو أنسجته منذ الولادة أو فى السنوات الأولى من الطفولة بسبب ما.والتخلف العقلى ليس مرضا مستقلا أو معينا بل هو مجموعة أمراض تتصف جميعها بانخفاض فى درجة ذكاء الطفل بالنسبة إلى معدل الذكاء العام ، وعجز فى قابليته على التكيف.
وتبرز أهمية التدخل العلاجي المبكر في فترة نمو الطفل كونها توفر فرص كبيره للوقاية من تطور مشكلات المرض، لان معدل نمو المخ لا سيما في الأشهر الثلاثة الأولى تكون سريعة حيث يصل النمو في حجم الدماغ الى نصف مخ البالغ عند مرحلة ستة أشهر من عمر الطفل وهنا تكمن أهمية التدخل المبكر كما ان التدخل يساعد الأسرة على تخطي مجموعة كبيرة من المشاكل التي سيتعرض لها أهل الطفل المريض ذهنيا ،كون وجود اي طفل معوق في اي عائله يريحها من المرور او يخفف عنها المراحل المتعددة من حيث الاستنكار والرفض ثم الصدمة ثم الاستسلام ثم التكييف والتفاعل مع الأمر الواقع.
وتؤكد الدراسات الصادرة(حديثا) ان التدخل العلاجي المبكر في تقديم خدمات برامج التدخل المبكر في مراكز خاصة، له بعض السلبيات تتمثل في اعتماد الأسرة على خدمات المركز بسبب عدم تواجدها مع الطفل .
ولكن بالمقابل ثمة إيجابيات في وجود العائلة بالقرب من المعاق لتدريبها على طرق التعامل وإرشادها إلى الأخصائيين وتدعيم إحساس الأسرة بالمسؤولية اتجاه الطفل إضافة الى تقديم الخدمات في الجو الاعتيادي ومن سلبياتها عدم توفر الألعاب والتجهيزات الضرورية.و يهدف التدخل العلاجي المبكر الى إجراء معالجه فوريه وقائية تهدف الى تنمية قدرات الطفل المكتشف في مجالات متعددة-الحركية, الاجتماعية, اللغوية, الرعاية الذاتية, وغير ذلك من الإرشادات الطبية والفحوصات المخبرية اللازمة .
ويعتبر النمو الحركي هو القاعدة الأساسية التي يمكن للطفل بواسطتها اكتساب مجموعه من المهارات فعندما يستطيع الطفل ان يتحكم برأسه فان ذلك يساعده على التركيز البصري بالعين بشكل افضل مما يساعد على تنمية مهاراته الادراكيه ومن هنا يفضل ان يتم البدء في اي برنامج تدخل مبكر بالتنمية الحركية مثل ا لتحكمم بالرأس- استخدام اليدين-النوم على البطن-الإسناد باليدين-الجلوس بمساعده-الحبو-الوقوف-المشي- نزول الدرج وصعوده الخ..وبمساعدة القائمة الارتقائية نتدرج مع الطفل حتى نضمن اكتسابه تدريجيا لجميع المهارات الحركية المتناسبة مع عمره وإمكانياته .
وبخصوص المهارات اللغوية الخاصة بالطفل المعاق ذهنيا،فان التأخر الحركي والعقلي يؤخران الطفل من اكتساب المهارات اللغوية مع ان المراحل التي يمر بها الطفل المتخلف عقليا هي نفس المراحل التي يمر بها اي طفل لذا يجب مساعدة الطفل المتخلف ذهنيا على الاتصال ا لبصري ليتمكن من رؤية الأشياء وروية حركة الشفاه وتشجيعه على إصدار أصوات وتدريبه على مهارات التقليد وربط ما يقوم به بالتوجيه اللفظي .
ولما كانت الأسرة تلعب دورا حاسما في معالجة الطفل المعاق ذهنيا،فانه لا بد من الاعتماد عليها في العلاج حيث ان أسرة الطفل المعوق تواجه مجموعه من المشاكل الاجتماعية والنفسية بسبب حالة طفلها ،لذلك يجب الاستماع بدقه الى أسئلة الأسرة والإجابة عليها بشكل واقعي وغير مبالغ به،كما يجب إيضاح مواقع القوه والضعف، ويجب أيضا إشراك الأسرة في الاختبارات وتخطيط البرامج العلاجية كما ويستحسن دعوه اسر أخرى لحضور جلسات تدريب أسر أطفال معاقون آخرون.