الحمد لله تعالى قضى بالموت على الخلائق اجمعين وميز العصاة من الطائعين والصلاة والسلام على الرحمة للعالمين وعلى اله وصحبه وبعد:
أيها الغافل في غيه السادر في غفلته
أين غاب العقل عن طرق الصواب أم أين غاب من خطر المصاب؟
الموت منبه الغافلين .. وموقظ الراقدين
الموت زائر بلا ميعاد..وداخل لا ينتظر الزاد
أيها المذنب ماذا أعددت له؟
يا من أسكرتك لذة الشهوات..وغرك زخرف الدنيا الكاذب!
ماذا أعددت ليوم الرحيل ؟!
يا من نسي غصص الموت ..وغفل عن مرارة كأسه!
يا من شغله عن مرائره لذة عاجلة ..وشهوة فانية!
أما علمت - أيها المسكين - أنك في دار لا يقر ساكنها .. ولا يدوم سرور قاطنها؟!
أيها المذنب !لا نعيم مع الموت ؟!يا من التمست اللذة الحرام؟!
ويا من سلكت سبيل الشيطان ..وعصيت أمر الرحمن؟!
إلى كم ستعمر في الدنيا؟!... إلى كم سيصفو لك العيش ؟!..أتظن أنك ستخلد في دنياك؟!..أما سمعت برحيل الراحلين ؟!
أيها المذنب ! هل تذكرت الموت؟!
الموت ! أقلق قلوب الخائفين!وأذهب نضرة عيش المتقين !
فهل تذكرته يا راكب الذنب ؟!ومتى يتذكر الموت من غفل قلبه عن الطاعات ؟!
يا ويل المقصرين إذا حلت سكرات الموت ! وتحشرجت النفوس في الصدور !
يا من شغلتك الذنوب عن تذكرالموت! فإن أهل الطاعاتفي تذكر دائم للموت.. جعلوه علما أمام أعينهم.. إذا أصبحوا نظروا إليه فتذكروه .. وإذا قعدوا نظروا إليه فتذكروه!
أيها المذنب ! أما لك في الجنائز عظة؟!
يا مشغولا بالذنوب !وغافلا مع الشهوات ! أما رأيت موت الخلائق؟! أما وعظتك جنائز الراحلين؟!
فعظ نفسك أيها الغافل برحيل من سبقك! وازجرها عن غيها بعظة الموت!